الأحد، 16 أكتوبر 2016

نسمع أن أجرهم أسبوعي .. فهل فعلا تدفع الأندية أسبوعياً؟





في أوروبا تحديداً، نسمع دوماً أن أجر اللاعب أسبوع ، الأمر الذي يبدو غريباً أن ينتظر أحدهم أجره كل أسبوع لأن الفترة الزمنية تبدو قليلة.

لماذا أسبوعياً ؟
ليس هناك أي سند تاريخي يوضح لماذا أجور اللاعبين بشكل عام أسبوعية، لكن بعض التفسيرات تتحدث عن أن ذلك عائد إلى ما قبل تاريخ تنظيم كرة القدم على شكل صناعة لها قوانينها، فاللاعب كان يمكن أن يرحل في أي وقت وبالتالي كان أفضل طريقة لضمان الدفع له هو أسبوعياً، كما ان أجور اللاعبين في الماضي كانت تعتمد على وجود مباراة من عدمها، فلو لعب يتم الدفع له ولو لم يلعب لن يتم الدفع له، ولا ننسى أن الدفع كان يتم نقدياً بشكل مباشر.

البعض الأخر على شبكات التواصل يقول إن استمرار استخدام الدخل الأسبوعي حالياً هو أمر تحرص عليه الأندية وشركات العلاقة العامة، لأن أجور اللاعبين الأسبوعية تفوق أجور الناس العاديين السنوية، مما قد يخلق انطباعاً سلبياً على اللعبة، وأن هذا العرف السائد أيضاً في رياضات أمريكا الشعبية مثل البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الامريكية.

مدة زمنية ثابتة
الشهر قد يكون 30 أو 31 أو 28 أو 29 يوماً ، والسنة قد تكون 365 أو 366 يوماً كل 4 سنوات، لكن الأسبوع هو 7 أيام دوماً.

هذا الأمر جعل الأسبوع مرجعاً أكثر ثباتاً في لعبة قد يحدث فيها تغييرات خلال منتصف الشهر، فالحساب يتم على أساس اليوم، وبالتالي تحويله إلى أي عدد من الوحدات الزمنية المستعملة، مما يجعل أجر اللاعب في شهر شباط “فبراير” أقل من أجره في شهر آذار “مارس”، لأن الأول 28 يوماً بالعادة والثاني 31 يوماً.

استخدام الأسبوع بالعقود استمر ليس فقط لأسس تاريخية، ولا لمسائل ترويجية فحسب، بل هو مرجع زمني ثابت يسهل استخدامه لكل الحسابات المالية مع تقدم اللعبة.

هل يتلقى اللاعب أجره كل أسبوع؟
ليس فقط اللاعبين الذين يملكون عقداً أجره بالأسبوع داخل الأندية، بل الفريق الفني والكشافة ولاعبي الشباب والناشئين وفرقهم الفنية، وحتى بعض الوظائف ذات العلاقة المباشرة بإدارة كرة القدم، الأمر الذي يجعل الدفع أسبوعياً لهؤلاء أمراً مرهقاً للغاية.

المسألة تختلف تماماً من لاعب إلى آخر، بناء على طلباته وما يراه في عقده، وبناء على سياسة الأندية، فمثلاً يقال ديفيد بيكهام كان يتقاضى أجره من ريال مدريد على 3 دفعات خلال السنة، في حين هناك بعض اللاعبين يتقاضون أجرهم كل شهر، ونسبة أقل كل أسبوعين، وبالتأكيد هناك عدد قليل يشترطون تقاضي أجرهم كل أسبوع.

بعض المصادر مثل مجلة HR Magazine تقول إنه كلما ازداد الأجر، رغب صاحبه بأن يجعل عدد دفعاته أقل، وكلما قل يرغب صاحبه بجعله يدفع على شكل أقرب للأسبوعي، مما يعني أن نجوماً مثل ليونيل ميسي وكريستانو رونالدو سيفضلون تقاضي أجرهم مرة كل 3 أو 4 شهور، في حين أن لاعباً في ليفانتي سيفضل تقاضي أجره أسبوعياً أو كل أسبوعين كأقصى تقدير.

مسألة الحساب سهلة، فالأسبوع متكون دوماً من 7 أيام، وبالتالي يتم حساب أجر اللاعب في اليوم، وعندما ينتهي الشهر يتم ضرب الأجر اليومي بعدد الأيام في ذلك الشهر.

مسألة أخرى تدعم الأندية بعدم الدفع على طريقة الأسبوع بعيداً عن صداع المعاملات البنكية كل 5 أيام، هو أن كل كشوفاتها المالية تتعلق دوماً بالمستوى الشهري والسنوي، وعندما نتحدث عن أن أجور اللاعبين تشكل أكثر من 60% من ميزانية الأندية، يصبح من غير المنطقي جعل انسياب أهم جزء من السيولة بشكل معاكس للتقارير المالية.

حسابات الضرائب لا تلعب دوراً
لو تقاضى اللاعب أجره بمقتضى شيك أسبوعي، فإنه سيتم دخوله في حسابات الضرائب 52 مرة حسب ما تشرح مواقع مختصة بالشركات على الإنترنت، لكن من يتقاضى شهرياً سيكون مطالباً بإثبات دخله 12 مرة.

دفع الضرائب دوماً سنوي، وبالتالي فإن الشركات تفضل أن تدفع شهرياً لأن هذا يتطلب جهداً وإثباتات أقل في نهاية كل سنة، في حين أن الأفراد يميلون إلى عدم الانتظار كلما كان أجرهم النسبي أقل، كما تم شرحه في الفقرة السابقة.

الضرائب على المستوى السنوي للدخل يجعل لا فرق لدى اللاعب بأن يتقاضى شهرياً أو أسبوعياً، وتم ذكر هذه المادة فقط لتوضيح التعقيد الإضافي الذي قد يخلقه.

الخلاصة ..
صحيح أن عقد اللاعب ينص على أجره الأسبوعي، لكن معظم اللاعبين في الدوريات الكبرى يتقاضون أجرهم شهرياً، لتخفيف العمل المكتبي الكامن خلف إجراءات حسابات وتحويلات هذه الأجور.

بعض اللاعبين قد يطلبون زيادة تردد هذه الدفعات، وبعض الأندية قد تطلب من بعض اللاعبين أصحاب الأجور العالية جداً تنسيقاً للدفع كل 4 شهور على سبيل المثال لضمان توفر السيولة دوماً.

الرقم الأسبوعي الموجود هو قادم من أسس تاريخية، استمر وبات له استعمالات أخرى تتعلق بتسهيل الحسابات المالية أو حتى حسابات إعلامية وترويجية، كما أنه رقم لا يقدم أو يؤخر في حسابات الضرائب أو حسابات الأندية المالية لأن كل شيء هنا على المستوى السنوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق