الجمعة، 14 أكتوبر 2016

ريبيري والانتقاص من جريزمان .. عندما تصل الغيرة مرحلة الجنون

فرانك ريبيري
فرانك ريبيري

أحياناً تتعجب من رأي بعض النجوم الكبار عن رأيهم باللاعبين الشباب من نفس جنسيتهم والذين يقدمون مستويات رائعة، هذا ما سيحدث لك عندما تقرأ تصريح فرانك ريبيري نجم بايرن ميونخ عن أنتوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد وواحد من أفضل لاعبي العالم في الوقت الراهن.
قام صحفي بتوجيه سؤال لريبيري حول إمكانية فوز جريزمان بجائزة الكرة الذهبية هذا العام فأجاب “بعد عام واحد فقط سيقولون اللاعب بارع ويجب أن يفوز بالكرة الذهبية، لكن بالنسبة لي أقول لا، التميز هو أن تواصل على نفس الأداء الرائع لمدة 10 أو 12 أو 15 موسم، وعندها سوف أقدم له التهنئة أيضاً”، ثم أضاف في نفس السياق “اللاعب العالمي هو من يظهر بأداء رائع بشكل منتظم، بالنسبة لي قضيت آخر 9 أشهر مصاباً، لكنني كنت دائماً في القمة في آخر 10 أعوام”.
في الحقيقة ما زلت لا أفهم ما علاقة استمرارية اللاعب بمستوى جيد لعدة أعوام بالفوز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب خلال عام واحد فقط ! يبدو أن ريبيري كان يرتب كلام في رأسه عن جريزمان منذ مدة وانتظر ذكر أسمه كي يتفوه به، لكن من شدة الغيرة التي تنتابه لم يفهم السؤال جيداً.
كثيرة هي الأمور الغير مفهومة في تصريح ريبيري العجيب، فأي قمة التي تربع عليها على مدار 10 أعوام وهو طوال مسيرته الممتدة لـ17 عام أحرز 140 هدف فقط؟ من الواضح أنه غير مطلع على الأرقام، فجريزمان أحرز 115 هدف وهو ما زال في سن 25، فصحيح أن جريزمان يلعب كمهاجم ثاني وريبيري كصانع ألعاب أو جناح مهاجم، لكن هذه الأرقام توضح لك مدى القدرات التي يتمتع بها مهاجم الروخي بلانكوس.
ريبيري الذي يتحدث عن بقائه في القمة لسنوات طويلة لم يقدم أي شيء يذكر لمنتخب بلاده، مونديال 2006 وصل النهائي بفضل زيدان ولم يكن لاعباً أساسياً، وفي مونديال 2010 ودعت فرنسا من الدور الأول ونفس الأمر حدث في يورو 2008، أما في يورو 2012 فقد ودع من ربع النهائي ولم يسجل أو يصنع  أي هدف.
وبالنظر إلى جريزمان سنجد أنه لاعب حاسم ولعب دور مهم لمنتخب بلاده في بطولتي مونديال 2014 ويورو 2016 التي توج بلقب الهداف بها برصيد 6 أهداف، وهو يقدم مستوى مميز منذ  أكثر من 3 مواسم، ويمكننا القول أن جريزمان وصل لما وصل إليه ريبيري في 5 أو 6 مواسم فقط.
لطالما كان ريبيري لاعباً بارع، لكنه لم يكن يوماً في القمة كما يدعي، فقد مرت عليه فترات هبوط وصعود في المستوى، وأحسن مواسمه تلك التي حقق بها الثلاثية مع بايرن ميونخ وترشح لجائزة الكرة الذهبية، عدا ذلك لم يكن ريبيري ند حقيقي لليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو، وكان دائماً من لاعبي الصف الثاني بلغة الأرقام والإنجازات وإن كانت تحيطه هالة إعلامية كبيرة.
خلاصة القول أن ريبيري وضع نفسه في موقف محرج بالانتقاص من جريزمان، فكان يمكنه القول بكل بساطة “إنه لاعب رائع ومميز، واتوقع له مستقبل مبهر في السنوات القادمة، سيكون الأفضل في العالم ذات يوم”، لأنه من الأساس لم يضعه أي أحد بمقارنة مع جريزمان لكي يقوم بإدخال نفسه في هذه الدوامة ويبدأ باستعراض تاريخه.
رونالدينيو قال يوم أمس أن نيمار سيكون الرقم واحد في المستقبل القريب، وهذا ما يفعله معظم النجوم الكبار عندما يتم سؤالهم عن مواطنيهم الشباب، لكن ريبيري فشل في إخفاء غيرته من جريزمان وقرر تصنيفه كند له دون وجود أي داعي لذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق