جانب من المباراة
نجا برشلونة من الفخ الذي نصبه له أتلتيكو مدريد، وتأهل إلى نهائي كأس إسبانيا، بعد التعادل 1-1 في إياب الدور نصف النهائي على ملعب "كامب نو"، إلا أن المباراة شهدت أمور فنية، يجب التوقف عندها، لما تحمله من دلالات.

كانت مباراة الذهاب على ملعب "فيسنتي كالديرون" انتهت بفوز برشلونة 2-1، ليؤمن الفريق الكاتالوني مكانا له في النهائي سعيا وراء اللقب الثالث على التوالي.

وشهدت المباراة تقلبات عديدة إضافة إلى أحداث دراماتيكية بعدما رفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه لاعبين اثنين من برشلونة، وآخر من أتلتيكو، وفيما يلي  أبرز النتائج المستخلصة من هذا اللقاء:

ميسي يكفي

خاض ليونيل ميسي مباراة هادئة، بيد أن تأثيره كان واضحا للعيان، فهو اللاعب الذي يمكنه ضرب الخطط التكتيكية عرض الحائط، وإنهاء المباراة بجملة فنية واحدة.

صنع ميسي هدف فريقه بعد اختراق ناجح بأسلوبه المعتاد لدفاع أتلتيكو، فسدد كرة ارتدت من الحارس ميجيل أنخل مويا أمام المتربص لويس سواريز الذي أعادها في الشباك، والأخير أثبت أنه يعشق اصطياد مرمى أتلتيكو مسجلا هدفه الخامس أمامه بالمباريات الست الأخيرة بين الفريقين.

أزمة الوسط

يجب الاعتراف بأن برشلونة كان محظوظا لعدم تلقي مرماه الأهداف في الشوط الأول، فقد عانى خط وسطه بشدة في مسعاه للسيطرة على المجريات، وذلك لأن أتلتيكو ضغط بقوة على حاملي الكرة.

أندريه جوميز على وجه الخصوص كان نقطة ضعف واضحة في المباراة، علما بأن المدرب لويس إنريكي أخّر موقعه في الملعب ليتواجد أمام رباعي خط الدفاع.

دخول سيرجيو بوسكيتس في الشوط الثاني لم يغير شيئا، والغريب كان عدم إشراك خافيير ماسكيرانو في منتصف الميدان رغم تألقه بهذا المركز خلال المباراتين الأخيرتين.

مخاوف روبرتو

تلقى الظهير الأيمن سيرجي روبرتو البطاقة الحمراء الأولى في مسيرته مع برشلونة، لتتأكد معاناة اللاعب في المباريات الأخيرة بعدما بدأ الموسم بقوة.

غاب التوازن بين الواجبات الدفاعية والهجومية في أداء روبرتو، وانكشفت جهته في أحيان كثيرة، كما ارتكب اللاعب أخطاءً تتعلق بالسيطرة على الكرة أو تمريرها.

ويعلم روبرتو أن مركزه الأساسي في تشكيل الفريق بات في خطر بعد التألق الشديد لأليكس فيدال في المباريات الأخيرة، لذلك فإن معالجة الأخطاء أصبحت ضرورة ملحة بالنسبة إليه.

كاراسكو والحال المتغير

في المقابل، افتقد بعض لاعبي أتلتيكو مدريد لمستواهم المعهود، ونذكر منهم على وجه الخصوص البلجيكي يانيك كاراسكو.

أغلب كرات الجناح المهاري كانت مقطوعة، ولم يشكل خطورة تذكر على مرمى برشلونة، بل كان عبئا في بعض الأحيان على فيرناندو توريس وأنطوان جريزمان، ثم جاءت اللحظة التي ارتكب خلالها خطأ غير مبرر ليتلقى بطاقة صفراء هي الثانية له في المباراة، ليعادل الكفة في صفوف الفريقين بعد طرد روبرتو.

الحالة التي ظهر عليها كاراسكو في هذه المباراة والمباريات التي سبقتها، معاكسة تماما للصورة التي قدمها في بداية الموسم عندما تمتع بغزارة تهديفية وكان خير عون لزملائه في خط الهجوم.

فشل سياسة الانتقالات

تميز أتلتيكو مدريد باختياراته الجيدة في سوق انتقالات اللاعبين قبل بداية الموسم، فهو الذي حصل عبر السنين الماضية على لاعبين من العيار الثقيل أمثال جريزمان، وراداميل فالكاو، وسيرجيو أجويرو وأردا توران، ودييجو كوستا، ودييجو جودين، لكن الموسم الحالي شهد خروجا عن النص فيما يتعلق بهذه الناحية، وهو الأمر الذي ساهم في انخفاض مستوى الفريق بكافة المسابقات.

وعقد دييجو سيميوني آمالا كبيرة على الجناح الأرجنتيني نيكولاس جايتان الذي لم يتأقلم مع طبيعة الكرة الإسبانية بعد سنوات من التألق مع بنفيكا البرتغالي، كما فشل رهان المدرب الأرجنتيني على الفرنسي كيفن جاميرو، الذي أضاع ركلة جزاء كانت كفيلة بمنح الفريق فرصة أكبر لقلب النتيجة.